أثر القرآن الكريم في الحفـاظ على اللغة العربية
الملخص
Abstractحمدا ً لله الذي أنعم على الانسان وفضّله ، وشكرا ً على نعمه التي لا تحصى ، وصلاة ً وسلاما ً على رسوله الكريم محمد بن عبد الله الأمّي الأمين )) أفصح من نطق بالضاد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، واصحابه الغّر المبجلين .. وبعد ..
فإذا كان الكتاب خير جليس للمرء فإن أفضل هذا الجليس هو كتاب الله تعالى ، وإذا كانت المعرفة مطلبا ً شريفا ً يسعى اليه الانسان على هذه البسيطة فأن اشرفها واعظمها ما تعلق بكتاب الله العزيز (القرآن الكريم) .
أن القرآن الكريم له الأثر الكبير على اللغة العربية والعرب بشكل عام ، حيث ان العرب قبل الأسلام كانوا يقطنون مكة المكرمة وهي المدينة المقدسة عندهم ، وأختير الرسول محمد )) رسولا ً لله سبحانه وتعالى وهو من (بني عبد مناف) وهي بطن من قبيلة قريش ، ولها من الاصالة والشرف الشيء الكثير .
أرسل الله سبحانه وتعالى هذا النبي الكريم لكي يأتيهم بكلام ٍ من عند الله وهو القرآن الكريم ، ذلك المعجزة اللغوية التي تميّز بها الرسول الكريم محمد )) عن معجزات الرسل والانبياء من قبله .
ظهر الاسلام ، ولا بد له من ان ينتشر من خلال القرآن الكريم ، هذا القرآن الذي له الأثر البالغ في نفوس العرب الذين رفضوا الاستماع اليه في بداية الأمر . أنهم يكرهون سماعه خوفا ً من التأثير عليهم ، للحفاظ على عادات وتقاليد الجاهلية ، ومنعوا الكثير من المسلمين من قراءة القرآن لكي لا يؤثر على صبيانهم ونسائهم . ولذلك يقول (الوليد بن المغيرة) قولته المشهورة في القرآن الكريم : " إن له لطلاوة وإن عليه لحلاوة ، وإن أسفله لمثمر ، وإن أعلاه لمغدق ، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه " (1)
أن الأسلوب الذي جاء به القرآن الكريم هو الاسلوب المثالي وهو الاسلوب الرسمي الراقي ، الذي يعتمد عليه العرب في الكلام والحديث والخطابة . ومثلما نعرف حيث كان العرب كثيري الجدل والنقاش والحوار ، وفي كل ذلك كان اعتمادهم على القرآن الكريم ، لأنه سّهل اليهم الكثير من الأدلة والبراهين في طرق الأقناع للآخرين حيث يقول سبحانه وتعالى : { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا } (2)