توجیھ الشاھد القرآني وإعرابھ في شرح ابن عقیل على ألفیة ابن مالك
الملخص
Abstractأن اللغة وسيلة الفرد التي بها يتم الفهم و الافهام ، وبدونها لا تبلغ الانسانية رشدها ولا ترتقي سلم التحضر و الرقي ، و مكانة لغتنا لا تتجلى بما تمتلكه من الصفات و المميزات التي تتفرد بها فحسب و انما سمت مكانتها من كونها لغة القران الكريم الذي اصبح المعين الثر لعلماء اللغة ولاسيما النحو ، لاستقاء شواهدهم ، فالشاهد النحوي هو الدليل و البرهان لاثبات صحة قواعد اللغة ، وقد بدأ النحــو غضاً ، ثم نما وترعرع في مدارس النحو التي حظيت بعدذلك بعظماء العلماء في البصرة ، و الكوفة ، و الاندلس ، وبغداد ، ومصر ، و الشام ، فاغدقوا العطاء الذي تمخض عن مؤلفات تمثلت في تراث ضخم ، يحتاج الى مواصلة البحث و الدرس ، واذا اتسمت المؤلفات النحوية السابقة بشئ من صعوبة اللغة او التاليف فان ذلك يصدق على ما قبل عصر ابن مالك الذي شرح ابن عقبل واحداً من مؤلفاته الكبيرة في النحو الا وهو ( الالفية ) اذ اعتمدت اغلب الجامعات العراقية ومنها بعض الجامعات العربية هذا الشرح في تدريس النحو ، لما انمازا به من سهولة التناول و سلامة منهجه في الشرح ، وقد زاد في غزارة مادته العلمية ما بذله الاستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد من جهد مبارك في اعراب شواهده الشعرية ، لذا وجدت ان من دواعي البحث – ومتمماته ومن خلال ما وقفت عليه من حاجة كبيرة لطلبة اقسام اللغة العربية في الكليات لاعراب الشواهد القرانية و القراة فيه – ان افرد هذا البحث في اعراب هذه الشواهد ، على نحوما فعل المرحوم الشيخ عبد المنعم عوض الجرجاوي في اعراب الشواهد الشعرية في هذا الشرح وما فعله الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في اعراب الشواهد الشعرية ايضاً وكذلــــك اعرابه ابيـــــات الالفية ، فعساه ان يكون متمما لهذه الجهود و يغني من به حاجة لهذا الاعراب من الطلبة الذين تخصصوا او يتخصصون في دراسة هذه اللغة و قواعدها ، اذ وجدت ان معظمهم بحاجة الى ايسر قواعد اللغة ، بل وقفت – ومن خلال تدريسي لهذه المادة لسنين خلت – الطلبة بهم حاجة الى الف باء النحو ، ولما كان هذا الشـــــــرح ( شرح ابن عقيل ) معتمدا في معظم الجامعات في تدريس هذه المادة ، فرايت ان اعراب النصوص القرانية فيه اعرابا مفصلا باعتماد عدد من مصادر النحو يفتح الافاق امام هؤلاء الطلبة و يجعل فيهم الرغبة في قراءة الاعراب الذي طالما يسبب لبعضهم النفور من دراسة اللغة و قواعدها ، اذ ان الشرح قد تضمن عدداً غير قليل من الشواهد القرانية ، زادت على ( 200 ) مئتي شاهد و كان الشارح في اكثر مواضع استشهاده يكتفي بالجزء الذي يختص بالاستشهاد من الايه ، واحيانا يعزز الشاهد بنص قراني اخر و ربما بنصين اخرين ، وفي مواضع اخرى يعزز الشاهد الشعري بنص قراني او بعكس ذلك .