قياس التذوق الجمالي لدى طالبات كلية التربية للبنات جامعة بغداد
الملخص
Abstractمثلما يعد الطعام مهما كقيمة غذائية في حياة الموجود البشري ، فان الجمال ليس مصدر لذة فحسب ، بل مظهرا من مظاهر الحياة البشرية ، وان الطبيعة كما نتلقاها بحواسنا (البصر،السمع واللمس) تبدو بكيفيات وألوان وأصوات مختلفة وهذا الاختلاف الكيفي– الكمي وحده كفيل أن يحدث على حواسنا اختلاف واضحا فيما نتذوقه (نظرا، سمعا ، لمسا).
والواقع إن مشكلة التذوق الجمالي هي من المشكلات الرئيسية التي ناقشها علم الجمال،فالتذوق يعتمد على التأمل والمشاركة في إدراك موضوع معين من موضوعات العالم الجمالي،وان مهمة المتذوق ليست هي التعبير عن انفعالات شخصية بل هي الإفصاح عن مشاركة وجدانية .
وقد سعى الإنسان ولازال يسعى لاستثمار عناصر الجمال في الطبيعة عبر نشاطاته الحياتية وأضفى عليها لغة إنسانية راقية يتذوق بها مباهج الحياة ويميز من خلالها صور الخير والشر والحسن والقبح والجيد والردئ واللذة والألم ويقول فرنسيس هاتشون " لا يستقيم الإنسان العيش إلا بتأمل الجمال بذاته أو ضمن علاقاته مع الوجود لان تأمل الجمال يساعد على إنجاب الحقيقة " ( ارسيني تموليكا ص 229 ) وإنسان اليوم يعيش حياة تشتد فيها الصراعات المادية والقيمية والنفعية والصخب التكنولوجي،لا ينسى ان يبحث لنفسه عن وسائل الراحة واللذة والسرور من اجل تحقيق التوازن الداخلي وصيانة القيم وحفظ كيانه وحمايته من الاضطرابات المعنوية والتحديات المادية .
وتجمع معظم الأدبيات والآراء الفلسفية إن تأمل الأشياء الجميلة من حولنا وتذوق عناصرها تخفف من أمراض الحياة لأنها تطلعنا على العنصر الخالد وراء المعاني والدلالات الفردية والجمعية وتنهي الصراعات ومشاعر الحزن والقلق النفسي والفكري لدى الإنسان .
من جهة أخرى إذا ما اقترنت المعرفة العلمية بالمعرفة الجمالية حيث كلاهما يستوعب مصطلح [ المعرفة الحدسية، العلمية،الدين،علم الأخلاق،علم النفس،المجتمع ] فان الأحكام الجمالية أصابت في التوصل إلى الحقيقة التي تستهوي الأحاسيس وتثير الاستجابات العقلية والعاطفية في الذهن البشري ( جانيت وولف ص 49 ).