أثر الإنجاز الحضاري لمدينة الوركاء في حضارة العراق القديم
أثر الإنجاز الحضاري لمدينة الوركاء في حضارة العراق القديم
الكلمات المفتاحية:
الانجاز الحضاري - مدينة الوركاءالملخص
تعد مدينة الوركاء واحدة من المدن السومرية المهمة في تاريخ العراق القديم وقد اشتهرت بعصر تاريخي خاص عرف باسمها ( عصر الوركاء ) لما تميزت به من أثار تاريخية موغلة في القدم ( ) .
لقد ظهرت سلالة الوركاء في حقبة متقدمة من تاريخ العراق القديم من عصر فجر السلالات بحدود ( 2800 ق.م ) ( ) ومن الباحثين من يذكر ان بداياتها الأولى ابعد من ذلك إذ تصل الى حدود ( 3800 ق.م ) أي عصور ما قبل التاريخ ( ) وهو ما نجده مناسبا بناءً على إنجازها الحضاري المتميز .
وقد حكم في هذه السلالة (12) ملكاً أولهم ( مسكيكاشر) وأبرزهم الملك المشهور (كلكامش) الملك الخامس في هذه السلالة وهو صاحب الملحمة المشهورة التي ترجع في أصولها الى عدة نصوص سومرية ، ثم ألف منها باللغة الأكدية في العصر البابلي القديم في حدود القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، تلك الملحمة الجميلة التي تعد من أروع ما أنتجه أدب حضارة العراق القديم بصورة عامة وما أنتجه الأدب السومري بصورة خاصة ( ) ، وهناك ملكان ظهرا في مدينة الوركاء كان لهما بصمة واضحة في التاريخ السياسي لهذه المدينة ، اولهما الملك ( لوكال زاكيزي ) الذي أسس سلالة أوروك الثالثة وحكم فيها ما يقارب (25) ( 2400-2371م )( ) ، والإنجاز السياسي الأبرز الذي يسجل لهذا الملك انه تمكن ولأول مرة في تاريخ العراق القديم من ان يوحد ممالك سومر واكد بدولة مركزية واحدة ، وأصبحت من بعده سمة الحكم المركزي سمة أساسية في حكم بلاد الرافدين الى أخر الأدوار التاريخية المشرقة في تاريخه القديم ، وانهى حكم ( لوكال زاكيزي ) الملك سرجون الأكدي مؤسس الأمبراطورية الأكدية ( 2371-2230 ق- م )( ) ، والملك الثاني هو الملك ( اوتوحيكال ) الذي أسس سلالة أور الخامسة ( 2120- 2114 ق- م ) وحكم فيها سبع سنوات وكان ملكها الوحيد إذ قضى عليه الملك السومري ( أورنمو) مؤسس أمبراطورية أور الثالثة ( 2113- 2006 ق- م )( ) ، وما يسجل لهذا الملك من أنجاز هو قيادته لأول حرب تحرير في تاريخ العراق القديم وتاريخ العالم اجمع ضد الكوتيين الذين غزوا بلاد الرافدين من جهة الشرق وأخرجهم من البلاد ، وتعد هذه الحرب أول حرب تحرير في التاريخ القديم ضد محتلين أجانب( ) .
وقد ورد عن ملحمة كلكامش ان الملك السومري ( أنّام ) الذي يرجع حكمه الى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ، هو الذي شيد أسوار مدينة الوركاء حسبما يذكر ذلك كلكامش في ملحمته ، وأيدت التحريات الأثرية الحديثة وجود أسوار المدينة المشيدة باللبن المستوي والمحدب الذي امتازت به أبنية عصر فجر السلالات( ) .
ويذكر ان مدينة الوركاء حكمت فيها خمس سلالات متعاقبة ظهرت فيها شخصيات لملوك لهم أثر واضح في تاريخ العراق القديم ( ) .
وأصبحت المدينة مقر لعبادة إله السماء (آنو) والإلهة ( انيني ) وتعرف أطلال المدينة اليوم باسم تلول الوركاء ( ) ، وقد اشتهرت المدينة فضلا عن ذلك بكونها موطن عبادة عدد من الألهة الشهيرة في الحضارة العراقية القديمة ومنها الإلهة ( إناتا ) عند السومريين أي ( عشتار ) عند الجزريين ، ابنة إله السماء ( آنو )( ) .
وتروي لنا الأساطير الدينية في الحضارة السومرية كيف تخدع الإلهة ( إناتا ) الإله ( إنكي ) إله الأرض والمياه العميقة ، وتأخذ منه ألواح القدر من اجل انتقال الحضارة من مدينة ( أريدو ) الى مدينة ( الوركاء ) ، فقد رغبت الإلهة ( إناتا ) في ان تصبح مدينة الوركاء مركز الحضارة السومرية ( ) ، وفي هذا تأكيد على أهمية هذه المدينة ومكانتها حتى لدى الألهة .
المراجع
Schmandt Besserat , An Arehaic recoring system and the Arigin of
Writing , in Syro-Mesopotamian studies ,I (1977),p.1-32
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
حقوق النشر والترخيص
تطبق مجلة الفتح للبحوث التربوية والنفسية ترخيص CC BY (ترخيص Creative Commons Attribution 4.0 International). يسمح هذا الترخيص للمؤلفين بالاحتفاظ بملكية حقوق الطبع والنشر لأوراقهم. لكن هذا الترخيص يسمح لأي مستخدم بتنزيل المقالة وطباعتها واستخراجها وإعادة استخدامها وأرشفتها وتوزيعها ، طالما تم منح الائتمان المناسب للمؤلفين ومصدر العمل. يضمن الترخيص أن المقالة ستكون متاحة على نطاق واسع بقدر الإمكان وأن المقالة يمكن تضمينها في أي أرشيف علمي.
لمزيد من المعلومات، يرجى متابعة الرابط: https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/.