التخییل والقیاس المنطقي تطبیقات نقدیة في قصیدة ( فتح عموریة ) لأبي تمام
الملخص
Abstractفإن اقتران التخييل بمفهوم القياس المنطقي الذي أظهره ( عنوان البحث ) إنما يفترض وجود معايير عقلية تستنتج منها الملامح الفنية المختبئة في بنية ( النص ) ، استنادا إلى رؤية منهجية منظمة تفيد من المعايير القياسية الاستدلالية في علم المنطق ، وهذه الرؤية إنما هي إجراء نقدي يحاول إبعاد التدخل الحسي ( الانطباعي ) مستعيناً برؤية الفلاسفة التي تقول إن هناك طريقتين للوصول إلى المعرفة هما : الحس ، والعقل .
وكنت اؤمن لـزمن طويل أن الرؤية المنطقية لاتصلح لدراسة الشعر،على أساس أن اللامنطق هو المنطق في لغة الصور الشعرية ، وأن لاوجود في النص الأدبي لجملة صحيحة أو باطلة ، لكن هذه القناعات تبددت مع تغيّر نمط قراءاتي الفلسفية والنقدية في أثناء عملية التجريب ، وبدأت اؤمن أن المناهج النقدية ولاسيما في الجامعات يجب أن تتعدد وتتسع ، وتنتفع من روح العصر الميّال إلى تداخل العلوم ، والحق أن لكل منهج توجهات يُكشف فيها عن جانب قد يهمله منهج آخـر ، وتلاشت في ذهني القناعات القديمة التي كانت ترى أن قصيدة مثل ( فتح عمورية ) ـ عينة الدراسة ـ تفترض قراءتها النقدية على أساس أنها الأقرب إلى المنهج التاريخي ؛ لارتباطها بحدث ( عمورية ) المشهور ، وماكان هذا البحث إلا نقطة تحوّل لتطوير التصوّرات باتجاه جديد ، فالطريقة المتبعة تحاول تحديد وظيفة الشعرعن طريق رصد مستويات التخييل الذي يعده المناطقة غاية الشعـر، وجاءت لغة البحث قريبة من لغة المناطقة لالتخدم علم المنطق بل جاءت لتوظف علم المنطق باتجاه الكشف عن جانب من الإبداع .