عبد الله بن سعید بن كلاب والكلابیة
الملخص
Abstractانتشرت المذاهب الدينية في البلاد الإسلامية بشكل واسع حيث تميزت بظهور الفرق والمذاهب نسبة إلى مؤسسيها ومن هنا جاء موضوع البحث الكلابية دورها ، نشأتها ، أصولها ، أبرز مؤسسيها، رجالها ، الأفكار والمعتقدات التي برزت منها . آرائها في مسائل عديدة تخص الفقه والأصول والتي مالت إلى الاعتدال في أكثرها وقد حرصتُ في بحثي هذا على ذكر الحقائق كاملة سواء منها ما كان متصلا ً بالتاريخ أو مرتبطا ً بالعقائد أو موصول الأسباب بالأشخاص وقد ألتزمت بالمنهج العلمي في أظهار الحقائق والموارد رغم ندرة المصادر والتراجم التي تكلمت عن الكلابية ومؤسسها عبد الله بن سعيد الكلابي وقد كان ظهور الكلابية بشكل ملفت للنظر في وقت ظهر فيه المعتزلة بشكل كبير وخاضوا في مسائل عديدة تخص الفقه والأصول والتي كانت خارجة عن صلب الدين الإسلامي ومالت إلى الغلو وخاصة في مسألة فتنة خلق القرآن التي عملت ما عملت في شق وحدة الصف الإسلامي لولا أرادة الله وعزيمة أحمد بن حنبل أمام عصره فقد تحمل أذا ً كبيرا ًفي هذه المحنة وثبت على مبدئه وهو الحق فلهذا نصره الله ورفع شأنه ورجوع الآراء إلى رأيه لقد تطرقت الكلابية إلى مسائل عديدة أخرى من ضمنها أثبات أسماء الله الحسنى ومسألة الرؤية ومسألة الأيمان ومسألة القدر ومسألة الصفات حتى قيل عن أبن كلاب أمام الصفاتية وكذلك مسألة الموافاة ومسائل عديدة أخرى كان للكلابية رأي فيها ويبدوا أن انتشار الكلابية كان واسعا ًحيث يذكر أن هناك كلابية في خراسان والتي مثلتها فيما بعد الماتريدية نسبة إلى مؤسس هذه الفرقة أبو منصور الماتريدي وكلابية في العراق والتي مثلتها فيما بعد الأشعرية نسبة إلى أبو الحسن الأشعري وهذين الفرعين خرجا من رحم الكلابية وقاموا بترويج أفكاره ونشرها لذلك أن أسم كلاب كاد أو لم يعد له وجود كاسم إلا في كتب التاريخ والفرق لكن المبادئ والأصول استمرت في أتباع أبي الحسن الأشعري وأتباع أبي منصور الماتريدي الذين طوروا كثيرا من تلك الأصول .