حقوق النساء في سورة النساء

الملخص

Abstract

فلقد وضع الله سبحانه وتعالى للامة الاسلامية نظاما ً دقيقا ً ، ومنهجا ً شاملا ً ، يقوم على اساس ثابت وهو الايمان به سبحانه وثم قدم للأمة بعد ذلك هذا النظام العملي ، فعرفهم بحقوقهم وبين لهم واجباتهم ذكورا ً واناثا ً ، وأمرهم بالالتزام بها والقيام على تحقيقها من غير افراط ولا تفريط ، وأوضح لهم ان الحياة لا تستقيم وان المجتمع لا يتعافى الا بمعرفة كل ذي حق حقه وما له وما عليه فلا تتضارب المصالح ، ولا تشتبك الرغبات ، ولا تنتهك الحقوق ، ولا يتنصل من الواجبات ، كل ذلك من خلال ميزان دقيق ، وبين ان سعادة المجتمع وامنه ورخاءه لا يتأتى الا من خلال حسن الالتزام بهذه الحقوق وادائها الى أهلها على احسن وجه واكمل صورة .

فالأصل ما شرعه القرأن الكريم من حقوق الانسان بوجه عام سواء اكانت – تلك الحقوق – شخصية ، ام اجتماعية ، ام اقتصادية ، ام سياسية ، فأنها شرعت للرجل والمرأة معا ً ، لان خطابات الشرع للناس ، او للذين امنوا تدخل فيها المرأة سواء اكانت حقوقا ً ام تكليفا ً ، الا ما أستثنت منه المرأة بدليل خاص ، او أختصت به من حكم اوحدها . وهذه هي القاعدة العامة في حقوق النساء في القرآن الكريم عموما ً وفي سورة النساء خصوصا ً ، فأذا كانت الجاهلية والدساتير الوضعية قد هضمت حق المرأة ، فأن الاسلام ضمن لها حقوقها في مختلف المجالات ، فقد كرمها بنتا ً ، وزوجة وأما ً ، وسورة النساء في طليعة السور التي بينت حقوق النساء ولاجل ذلك كله وسمت’ بحثي هذا بـ( حقوق النساء في سورة النساء ) لابين من خلال هذا البحث ان القرأن الكريم أعطى للمرأة حقوقا ً لم يعطها كل الخلائق من خلال دساتيرهم الوضعية ومناداتهم الكاذبة بحقوق النساء وهم الذين جعلوا المرأة كسلعة تباع وتشترى بأنجس الأثمان فقللوا قيمتها وحطوا من مكانتها ولقد قسمت بحثي الى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة .