الأستشراق بين الإنصاف والتحامل
الملخص
Abstractتعد الموضوعية أهم سمة يجب إن يتحلى بها من يتصدى للبحث العلمي أيا كان نوعه أو موضوعه , فكيف الحال والأمر يتصل بموضوع حساس وخطير مثل (الاستشراق) قد يدفع بالباحث إلى أن تشط به مشاعره بعيدا عن الحقيقة ؟ فالمسالة أذن ليست باليسيرة .. والتناول بحاجة ألي التأني وإصدار الأحكام خاضع إلى الكثير من التروي .
من هنا وجدنا أن من حق الدراسة أن تقر الحقوق فتعطي ما للآخر من حسنات وتحسب ما عليه من هنات مذكرة بكل خطأ مقصود أو ناتج عن تحامل مفتعل .
إن الحديث عن موضوعية الاستشراق(1) ليست بالمسألة الهينة ,لما أثارته وكثيرة فينا هذه اللفظة حين نستمع أليها من الريبة والشك وهي ريبة مبررة فينا بعض أولئك المستشرقين المتطرفين المدفوعين بدافع الدين أو العرق. غير إن موضوعية البحث تسير بنا إلى رصد تلك المنابر التي انطلقت منها أصوات بعض المعتدلين الغربيين الذين توجهوا بفكرهم لدراسة الشرق ودراسة التراث العربي والإسلامي دراسة تكشف لهم بعض الحقائق الخافية عنهم ,واقصد بهم أولئك الذين تجردوا لدراسة الشرق لاهداف علمية خالصة لا يقصدون من ورائها ألا البحث والتحميص دون هدف آخر,ولعل القراءة الواعية لما أنتجه المتشرقون وما أبدعوه في مجالاتهم المختلفة تثبت إن عدد هؤلاء المستشرقين ذوي الأهداف العلمية هم قلة قليلة ,وهم مع إخلاصهم في البحث والدراسة لا يسلمون من الأخطاء والاستنتاجات غير الدقيقة.وهم يختلفون عن غيرهم من الذين يبنوا القصيدة في التشويه ,إذ أن أخطاء الطائفة الأولى ذوي الأهداف العلمية كانت نتاج جهلهم بأساليب اللغة العربية أو جهلهم بالأساليب الإسلامية التاريخية على حقيقتها فتصوروها كما يتصورون مجتمعاتهم غافلين الفروق الطبيعية والنفسية والزمنية التي تفرق بين الأجواء التاريخية التي يدرسونها وبين الأجواء الحاضرة التي يعيشونها(2) ولإدوارد سعيد رأي في تلك الموضوعية التي يعرض لها من خلال هجومه على الاستشراق الثقافي الأكاديمي(3) وتنديده به لانه يرى أن أي موضوعية في التناول الآخر لابد من أن يشوبها شي من الاختزال والتشويه وهو ما أطلق عليه د. مصطفى السباعي التصور غير الدقيق الآخر بسبب أنواع الفروق- الطبيعية والنفسية والزمنية وطبيعية الأجواء التاريخية – وهو ما حمل أد ورد للتنديد لانه رأى "انه قام بتصنيف الشرق وتبويبه وجدولته وتدوينه وفهرسته وتخطيطه وتشريحه واختزاله وكأن هذه العمليات التي لا يستقيم بدونها أي تفكير منتظم أو تفسير جدي مهما كانا مبتدئين شريرة بحد ذاتها وغير مناسبة على الإطلاق لتحصيل أي فهم حقيقي للمجتمعات البشرية وثقافتها ولغاتها ..الخ , لان العمليات العقلية المذكورة لابد وأن تشوه واقع هذه المجتمعات وتزيف أحوالها . ألا أن إدوارد يقر ويؤكد من ناحية ثانية بأنه يستحيل على أي مجتمع شرقيا كان أم غربيا أن يفهم شيئا هاما عن مجتمع آخر غريب عنه ....بدون اللجوء إلى التصنيف والتبويب والتخطيط والتدوين ...الخ مع ما يرافق كل هذه العمليات من تشويه وتحريف واختزال
المراجع
اتهم موضوعية ومقبولة.
قائمة المصادر والمراجع
١ -الأدب الأندلسي من الفتح حتى سقوط غر ناطة ، د. نجد مصطفى بهجة نشر وطبع
وتوزيع مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ، العراق- الموصل ،١٩٨٨م .
٢ -الاستشراق ،إدوارد سعيد ،مؤسسة الأبحاث العربية ، نقله إلى العربية كمال أبو
ديب، الطبعة الأولى ١٩٨١م.
٣ -الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية ،د. قاسم السامرائي دار الرفاعي للنشر
والطباعة والتوزيع ،الطبعة الأولى ١٩٨٣م.
٤ -الاستشراق والاستشراق معكوساً ،د.صادق جلال العظم دار الحداثة للطباعة والنشر
والتوزيع لبنان ، الطبعة الاولى١٩٨١ م.
٥ -الاستشراق والمستشرقون ، د. مصطفى السباعي ، ال
١٠
٦ -تاريخ الأدب العربي – العصر الجاهلي – د. شوقي ضيف ، دار المعارف بمصر ،
الطبعة الحادية والعشرون ١٩٦٠م.
٧ -رحلة الأدب العربي إلى أوربا ، محمد مفيد الدوباشي ، دار المعارف بمصر
١٩٩٨م.
٨ -في الأدب الأندلسي "مقدمة حضارية نقدية "، بحث للأستاذ الدكتور حبيب القيسي –
مجلة كلية الأدب،العدد
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2023 م.م. اياد ابراهيم الباوي
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.