( دليل الفقر البشري ١-) دراسة تحليلية لواقع الفقر العربي من منظور التنمية البشرية

الملخص

Abstract

يعد الفقر ( Poverty ) ظاهرة نسبية شديدة التعقيد متعددة الأوجه والأنواع ، تنمو في سياق تأريخي ـ مجتمعي ـ جغرافي ضمن زمن محلي وكوني في الوقت نفسه ، وحتى وقت قريب كانت أدبيات الفقر تركز على المظاهر المادية للمشكلة وأبرزها ، مؤشرات متوسط دخل الفرد وفجوة الدخل وخطوط الفقر المتعلقة بالدخل ، وقد بنيت على أساسها نظريات وحلول ركزت على الجوانب المادية للظاهرة ، مما أوقع العديد من بلدان العالم النامي بمشاكل اقتصادية وأجتماعية مزمنة . وعلى أثر التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، حدثت انتقالة في تناول الفقر على مستوى المفاهيم و المسببات و الحلول ، بحيث اعطت اوزانا" مهمة للجوانب غير المادية لهذه الظاهرة ، و آخرها تبني برنامج الامم المتحدة الانمائي لمنهج التنمية البشرية المستدامة الذي يقيس مؤشرات الانجاز الدولية في العديد من الابعاد الانسانية المتعلقة بالصحة و التعليم و المستوى المعيشي و النوع الاجتماعي و الثقافة .
ومنذ تلك الفترة أصبح هنالك دليل للفقر البشري يخص البلدان المتقدمة والنامية حيث يعكس جوانب الحرمان الرئيسة في الحياة ، مما حفز الحكومات ومنظمات المجتمع المدني على تبني سياسات واجراءات اكثر تنوعاً وشمولية لمعالجة هذه الظاهرة وفقاً لمنظور التنمية البشرية المستدامة .