الأسناد الاجتماعي وعلاقته بالعزلة الاجتماعية لدى شرائح اجتماعية مختلفة من النساء الأرامل

الملخص

Abstract

ان ما شهده المجتمع العراقي من أزمات وحروب ونزاعات وصراعات والتي دامت لعشرات من السنين قبل وبعد الأحتلال كانت قد أفرزت ظواهر أجتماعية متعددة ذات ابعاد نفسية متباينة لدى العديد من شرائحه الأجتماعية المختلفة ، ولعل ابرز ظاهرة يمكن الوقوف ، عندها هي ظاهرة ( الترمل ) وازدياد عدد الأرامل العراقيات ومن كافة الفئات العمرية ، فأذا كانت بعض الدول العربية تعاني من أزدياد مشكلات الطلاق ، والعنوسة ، والزواج العرفي في مجتمعاتها ، فأن المجتمع العراقي يعاني من مشكلة الترمل التي طالت عددا ً كبيرا ً من النساء وفي كافة شرائحهن الاجتماعية .
وفي هذا السياق أشار علماء النفس الاجتماعي الى أن تعرض المجتمعات وبكافة شرائحها الى الازمات والظروف الضاغطة انما ينعكس على البناء الاجتماعي ( Social Structure ) المحدد لكل شريحة من شرائح هذه المجتمعات وعلى أختلاف ثقافاتها المتنوعة ، وأن هذا البناء من شأنه التغير بأتجاه التوافق والتأقلم لمواجهة هذه الظروف .
( Schellenberg , 1970 , P. 30 )
وعلى وفق ذلك ، فأن ثقافة المجتمعات والتي تحدد بالمنظومة القيمية ، وبالمعايير ، والاعراف الاجتماعية السائدة في تلك الثقافة تشكل عاملاً اساسياً في السلوك الاجتماعي للمرأة الأرملة والذي يفسر في أطار تلك الثقافة والذي يأخذها بأتجاهين :-
الأول : مقدار ما تتلقاه من اسناد ودعم اجتماعي بعد ظروف الترمل ، والذي يتحدد في ضوء شكلية العلاقات الاجتماعية في ثقافة معينة .
الثاني : فقدان الزوج ، والذي ينمي عندها الشعور بالوحدة ، ويفرض عمليا ً سلوكاً اجتماعياً يشوبه الحذر من الخوض في اتصالات اجتماعية يضع عليها العرف والتقاليد الاجتماعية مؤشراً سلبياً من التقييم الاجتماعي لسلوكها والذي يجعلها متجنبة ومنسحبة من النشاطات الاجتماعية المختلفة وبالتالي الى سلوك العزلة الاجتماعية .
ان هذين الاتجاهين متداخلان ومترابطان ، فالأسناد الاجتماعي يعزز من مستوى العلاقات الاجتماعية للأفراد الداخلين فيه ، فكلما زاد حجم الاسناد الاجتماعي الذي تتلقاه المرأة الارملة من الاخرين كلما تعززت عندها سلوكيات الاتصال الاجتماعي ، والعكس صحيح .