الوزير في التراث العربي الإسلامي

الملخص

Abstract

كلمة الوزير تهفوا لها الأسماع وترق لها القلوب فكانت لهذه الكلمة مكانتها ودورها الفاعل وأثرها الكبير ، ومن يتولى هذا المنصب يكون له مكانة خاصة لدى الخلافة . إذ ان الوزير هو السند والمرتكز في الدولة وعليه تدار دواوينها كافة وكثيراً ما لعب الوزير دوراً فاعلاً وحاسماً عندما يدلهم الخطر سواء مركز الحكم أو حدود الدولة فينبري لها بفكره الثاقب ويده الطولى ولاسيما إذ أصبحت له السلطة العسكرية والمدنية فينهض بأعباء وزارته وتسعد من خلاله دواوينها ثم الخليفة بعده . وإذا كان على العكس فيكون وبالاً على من حوله وخاصة الخليفة أو الملك أو السلطان وتسوء حالة مملكته .
وأصبحت هذه الكلمة مصدر بحث واعتناء الفقهاء المسلمين وبينوا أهميتها وتأثيرها على الخليفة أو الملك وكثيراً ما سعد الوزراء بسعادة ملوكهم أو بالعكس. ولأهمية هذه الكلمة ومن يتولاها فأصبحت تهفوا لها الأسماع وتشغف لها القلوب على اعتبار ان الوزير عون على الأمور وشريك في التدبير وظهر في السياسة وكثيراً ما وصف الوزير بأنه مع الملك بمنزلة سمعه وبصره ولسانه وقلبه .
وأصبحت الوزارة ذات مرتبة عالية وارتفع شأن الوزير وصارت إليه الأمور كلها وعنت لها الوجوه وخضعت لها الرقاب وتطورت مع الأيام حيث ارتكزت على أسس قوية ومتينة تطورت مع تطور الدولة وخصوصاً في العصر العباسي الذي وصلت في الوزارة إلى أقصى درجة من الآبهة والتطور وتوضحت قواعدها وثبتت أركانها وكان لها شأن مهم في الخلافة .
إن الوزير ومنصبه أدى دوراً فاعلاً ومؤثراً في الدولة فكان له المقام الأول والفعل اللامع في كل الأوقات سلمها وحربها وكثيراً ما جمع الوزير إليه سلطة الجيش وقيادته له فعظم شأنها وزاد أثرها وأصبحت بحق أم الخطط السلطانية والرتب الملوكية .