صدى ثورة الريف المراكشي في الصحافة العراقية (1920– 1927 )

الملخص

عُنيت الصحافة العراقية بثورة الريف المراكشي بوصفها واحدة من اهم الثورات التحررية العربية بعد  الحرب العالمية  الاولى التي جاءت أستمرارا للثورات التي شهدها العالم العربي وشكلت الثورة الرد الطبيعي على سياسة الاحتلال والحماية والانتداب التي فرضتها الدول الاستعمارية . حيث خضع الريف المراكشي الى النفوذ والحماية الاسبانية بموجب أتفاق بين فرنسا وأسبانيا في 27/11/1912

 المتوسط وتسكنه قبائل تنتمي الى أصل بربي وأهم هذه القبائل قبيلة (بني ورغايل) التي ينتمي لها قائد ثورة الريف (محمد عبد الكريم الخطابي ).

بدأت الثورة بين صفوف هذه القبيلة وامتدت الى كل قبائل الريف التي بايعت قائد الثورة على الالتحاق بصفوف الثوار ودعم الثورة حتى النصر . وهكذا بدأت الثورة تحقق الانتصار تلو الانتصار على على المحتلين الاسبان حتى حققت النصر الكبير على القوات الاسبانية في معركة (انوال ) التي تعد نقطة تحول كبيرة في مسارالثورة إذ  ادت الى أعلان استقلال الريف وتأسيس كيان مستقل تحت اسم ((جمهورية الريف )) وشكل القائد محمد الخطابي حكومة للعمل على ادارة البلاد وخدمة الناس.

لقد هز أنتصار الثورة على أسبانيا واعلان الجمهورية كل دول اوربا خاصة فرنسا التي بدأت تخشى على مصالحها ومستعمراتها في شمال أفريقيا لذلك دعت الى تشكيل كتائب للمتطوعين الاوربين لاسناد الجيش الاسباني ضد ثوار الريف وقد جرى ضم هذه الكتائب الى الجيش الفرنسي الكبير الذي توجه الى اسناد الجيش الاسباني في قتاله ضد الثوار .قامت هذه القوات المشتركة جميعها بهجوم واسع على الثوار أستخدموا فيه كل انواع الاسلحة والمعدات العسكرية المتطورة وكأنهم يواجهون أقوى قوة في العالم وأنتهت هذه المعركة  باستسلام قائدها الى الجيش الفرنسي وهكذا تعاونت الدول الاستعمارية على القضاء على واحدة من اهم الثورات الشعبية العربية بعد الحرب العالمية الاولى .

وقد نات هذه الثورة اهتمام الصحافة العراقية انذاك وتابعت ونقلت بشكل يومي كل اخبار واحداث الثورة ومعاركها وابطالها  وكتبت البحوث والمقالات عن الثورة واهميتها باعتبارها واحدة من اهم حركات التحرر العالمية الحديثة