اثر أنموذج ثيلين في تحصيل طلبة كلية التربية الاساسية / جامعة ديالى في مادة منهج البحث التربوي

الملخص

يعد التغيير من ابرز ملامح العصر الذي نعيشه والذي شمل ميادين الحياة
كافة ٠ فهو عصر التطورات والتغيرات السريعة ٠ ونتيجة هذا التغيير السريع فقد
صوب العاملون في ميدان التربية والتعليم، جملة من التحديات دفعتهم إلى البحث
بجد من اجل ايجاد حلول مبتكره لمواجهة التحديات المتجددة، ولقد كان محور تلك
الحلول هو السعي لاعداد إنسان يتقبل التغير المتلاحق ويساهم في عملية التطوير.
فالتربية هي اساس الاصلاح وفلاحها،والتربية قوة هائلة تستطيع ان تزكي
النفوس وتنقيها وترشدها الى عبادة الخالق عز وجل كمال العباده،وهي قوة تستطيع
تنمية الافراد وصقل مواهبهم وتنمي عقولهم وافكارهم وتدرب اجسامهم وتقويها،
وانها تستطيع دفع المجتمع الى العمل والاجتهاد ودفع افراده الى التماسك والتراحم
والتكامل، والتربية هي وسيلة لحل المشكلات والنهوض بالافراد الى الرقي
بالامم،فهي عملية شاملة متكاملة من الجوانب الروحية والعقلية والجسدية والنفسية
والاجتماعية جميعها بحيث لا يطغى جانب على اخر فهي تنمية متفرقة مع الشمول
والتكامل،تهدف الى اعداد الفرد الصالح اعدادا متكاملا متزنا ليكون نافعا لنفسه
ومجتمعه سعيدا في حياته.(الحيلة،٢٠٠٨ :٢١ (
ولكليات التربية الاساسية ومنها كلية التربية الاساسية في جامعة ديالى لها
هدف شامل واهداف خاصة تسعى الى تحقيقها من خلال برنامجها التربوي وهدفها
الشامل ينص على ما يأتي " تهدف كليات التربية الاساسية الى اعداد معلمين
مؤمنين باالله محبين لوطنهم مؤمنين باهداف امتهم وقيمها السامية معتزين بتراثهم
الحضاري وتأهيلهم ليكونوا كفؤين في اداء رسالتهم التربوية والمهنية والوطنية
PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com
العدد الخمسون .مجلة الفتح . آب لسنة ٢٠١٢ م. احمد داود سلمان
-٢٩٢-
قادرين على المشاركة الفاعلة في بناء الوطن والحفاظ على وحدة الوطن والامة
متحلين باخلاقيات العمل والمهنة " .
( وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،١٩٩٨ :٤ (
فالتدريس الجيد كالعمل الجيد الذي يتطلب التشارك والتعاون وليس التنافس
والانعزال وذلك من خلال جو اجتماعي انفعالي ايجابي داخل حجرة الدرس استناداً
الى مسلمة اساسية هي ان التعلم يتحقق بأقصى درجة من الفعالية اذا كان الجو
الاجتماعي الانفعالي داخل حجرة الدرس ايجابيا ،وينشا هذا الجو من العلاقات
الانسانية الجيدة التي توجد بين المدرس وبين الطلبة وبين الطلبة بعضهم البعض
مما يخلق مناخا ديمقراطياً تشاركياً يحقق للطلبة حرية ابداءالاراء مما يساعدهم
على اكتساب الاتجاهات والقيم المرغوبة،وكذلك يؤثر على اتجها تهم نحو المادة
الدراسية فيقبلون عليها مما يزيد تحصيلهم فيها وتحقيق الاهداف التربوية المنشودة.
(اللقانى وابو سنينة،١٩٩٠ : ٥٩ (
هذا فان مناهج البحث العلمي والتربوي تهدف الى مساعدة الطلبة على
الحصول على المعرفة ومهارات التفكير العلمي لحل المشكلات في حياتهم
العملية،بالإضافة الى تطوير نواتج ومواد تخدم الميدان العملي في التعليم وتسعى
لتدريب الطلبة على تنظيم أفكارهم ومساعدتهم وعرضها بشكل منطقي
وسليم،واستخدام المكتبة ومصادرها وتدريبهم على الإخلاص والامانة وتحمل
المسؤولية فى نقل المعلومات.( غباوي وابو شعيرة ، ٢٠١٠ : ٢٧ (
اذ يقوم انموذج ثيلين ( التحري الجماعي ) على تطوير النظام التعليمي عن
طريق إجراءات ديمقراطية، وهو رد فعل للنظرة التقليدية للتعلم وعامل دفع لاعادة
التوازن بين دوري كل من المدرس والطالب من خلال اتباع خطة تدريس ذات
طابع ديمقراطي وتشجيع الطلبة على التحاور في اثناء الدرس واحترام ارائهم (
جمل ،٢٠٠٥ :١١٩ ،(فيتحول الصف الى اسرة او مجموعة عمل واحدة لها
معاييرها ولكل عضو فيها دوره ونشاطاته ضمن فرق العمل الفرعية التي ينضم
اليها ، ويتحول المدرس من مراقب لانضباط الطالب في الصف، الى مراقب
لمستوى فهمه للمفاهيم وافعاله وسلوكياته التي تدل على ذلك ويتصرف على وفق ما
يظهر له، بحيث يعين الطالب على فهم خطئه ومن ثم يقوده الى تكوين الفهم السليم
لموضوع الدرس. ( الخليلي ، ١٩٩٦ : ٢٥٥